مجالات-تخصص-قانون-جنائي

من الأحق بالحضانة؟ الأم؟ أو الأب؟ أو غيرهم؟

من الأحق بالحضانة؟ الأم؟ أو الأب؟ أو غيرهم؟

يكثر التساؤل عن من الأحق بالحضانة؟ هل هي للأم؟ أم أنها للأب؟ أم لغيرهم؟

وهذا ما سنناقشه في هذه المقالة وسنتعرف على من الأحق بالحضانة؟ وما هي الحالات التي تستحق بها الأم الحضانة؟ وما هي الحالات التي يستحق بها الأب الحضانة؟

حكم الحضانة:

ذهب الفقهاء إلى الحُكم بوجوب الحضانة للطِّفلِ على جميع الأحوالِ والظروف، ووجوبِها على الحاضِنِ بأحدِ أمرين:
الوجوب العيني: وتكون الحضانة واجبةٌ عينياً على الحاضن إذا تفرَّد بحقِّ الحضانة للطفلِ، خَشية تعميم حضانته وانتقالِها للحاكم، الأمر الذي قد يُلحق الأذى بالطفل ويؤدّي لضَياع حقوقه. الوجوب على الكفاية تكون الحضانة واجِبةً على الحاضنِ
وجوب كفايةٍ إذا نازعهُ عليها منازع، أو تَعدَّد الحقُّ لأكثر من حاضن فإن أدَّاها أحدهم سَقطت عن البقيَّة، والوارد في أجرةِ الحضانةِ أنَّها حقٌّ يؤدَّى للحاضِنِ الفقير على اختلافِ حكم الحضانة عليه، أمَّا تحصيلها فمن مالِ المحضونِ إن كان له مال، أو من مالِ من تجب عليه نفقة المحضون من الأقارب العصباتِ أو الأقارب الوارثين.
وقد استدلّ العُلماء بذلك على الأدلَّة الصحيحة في أحاديث السنة النبوية، إذ روى أبو هريرة رضي الله عنه: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خيَّرَ غلامًا بين أبيهِ وأمِّهِ)[٥] واستدلُّوا بحادثة التخيير أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ( أنَّ امرأةً جاءَت فقالت: يا رسولَ اللَّهِ! إنَّ زوجي يريدُ أن يذهبَ بابني؛ وقَد سقاني من بئرِ أبي عِنَبةَ وقد نفعني فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: استَهِما عليهِ، قالَ زوجُها: من يحاقُّني في ولدي، فقالَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: هذا أبوكَ وَهذِه أمُّكَ فخُذْ بيدِ أيِّهما شئتَ فأخذَ بيدِ أمِّهِ، فانطلقَت بِه)[٦]

متى تسقط الحضانة:

قضية حضانة الأبناء ليست أمراً مضموناً فهي تعتبر سلطة تقديرية للقاضي. إذ أنه هو من يقرر أين مصلحة المحضون ومن الأحق بالحضانة. ولكن جرت العادة أن تكون الحضانة للأم مباشرة بعد الطلاق إذ أنها بالأصل هي الأحق بالحضانة إن لم يوجد بين الأم والأب أي خلاف على حضانة الأطفال. لكن بالمقابل فقد توجد هناك حالات يسقط  بسببها حق الحضانة عن الأم, فـمتى تسقط حضانة الأم في السعودية ؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

كما ذكرنا في بداية المقال فإن القضاء السعودي الذي يستند في حكمه على الكتاب والسنة، يرى  أن الأصل أن الأم هي الأحق بالحضانة،  ولكن حضانة الأم قد تسقط في حالاتٍ معينة كزواج الأم أو عدم أهليتها للحضانة. ولكن أيضاً هناك حالات تعيد لها الحضانة وفق شروط وضوابط معينة. كأن يكون السبب الذي أسقط عنها الحضانة قد زال.

شروط الحضانة في السعودية

هناك مجموعة من الشروط التي وضعتها المملكة العربية السعودية في نظام الحضانة ،حيث يجب أن يستوفي كلا الوالدين هذه الشروط ،ويجب على من يرغب في حضانة الأطفال استيفاء مجموعة من الشروط ،منها:

  • أن يكون الولي مسلما ولا حضانته لمسلم آخر.
  • ان يكون الحاضن قادر على رعاية الأطفال
  • يكون الحاضن بالغ وناضج.
  • على ولي الحاضنة توفير السكن المناسب للطفل.
  • عند انتقال الحضانة إلى الوالدين يكون الطفل في المملكة ولا يجوز له مغادرتها.

حالات سقوط الحضانة عن الام في السعودية.

كما هو معروف فإن حضانة الأطفال بعد الطلاق تكون للأم بشكلٍ مباشر ولكن الحالات التالية قد تسقط الحضانة عن الأم:

  • ارتكابها لجريمة ما: فإن ارتكاب الأم لجريمة قد يتسبب بسقوط الحضانة عنها، وانتقالها للأب أو غيره.
  • إن كانت الأم مريضة بأي مرضٍ نفسي أو مرض معدي خطير قد يوثر على تربية الأبناء: لأن الًل في الحضانة أنها تبنى على مصلحة المحضون، وهذه الحالة يتبين وجود ضرر على المحضون.
  • عدم قدرتها على الرعاية للمحضون أو عجزها عن القيام برعايته.
  • زواجها برجلٌ غير محرم للمحضون إذا كان المحضون أنثى.
  • إذا تزوجت من رجل ولم يسمح لها بحضانة أبنائها من زوجها القديم.
  • وجود إشكالات في دين الأم وعبادتها، فهذا يتنافى تماماً مع مصلحة المحضون.
  • إذا ثبت عليها أنها تعنيفها لأولادها أو إلحاق أي ضرر بهم عمدا.
  • وجود الحاضن في منزل غير مؤهل لتربية المحضون كأن تكون الأسرة ذات سوابق جنائية ونحو ذلك.

وكما ذكرنا: إن توافرت أحد الحالات السابقة سقطت الحضانة عن الأم وتذهب لمن تليها مباشرة في حق حضانة الأطفال وهو الأب فيليه الجدة أم الأم. وبعدها أم الأب وبعدها الأخت الشقيقة فالخالة وأخيراً العمة. ولكن يمكن أن يختلف هذا الترتيب حسب ما تراه المحكمة الأفضل للمحضون.

متى يكون الأب هو الأحق بالحضانة في النظام القضائي السعودي؟

كما كنا قد ذكرنا فإن قضايا الحضانة ليس فيها نصوص جامدة يتم تطبيقها بالنص في كل حال، بل العبرة بمصلحة المحضون كما ذكرنا، حيث أن قرار محكمة الأحوال الشخصية يعتمد بالدرجة الأولى على مصلحة المحضون وما فيه الخير للمحضون. وليس على مصلحة الحاضن سواء أكان الأب أو الأم، أو أي أسباب عاطفية أخرى.
ولكن هناك أمور تأخذها المحكمة بعين الاعتبار عند النظر في قضية الحضانة؛ فإذا كان عمر المحضون سواء أكان ولداً أم بنتاً أقل من سبع سنوات فالحضانة ستكون الحضانة للأم ما لم تكن ضمن أحد الحالات التي ذكرناها في الفقرة السابقة. وبعد أن يتجاوز المحضون عمر السبع سنوات جرت العادة أن يتم تخيير المحضون عمّن يريد العيش معه. وقد يحكم القاضي في بعض الأحيان بنقل الحضانة للأب إذا ما كانت مصلحة المحضون تقتضي ذلك.

صيغة دعوى إسقاط حضانة لزواج الأم.

قبل أن نعرض عليكم النموذج لا بد أن نذكر السادة القراء بأن هذا النموذج على سبيل الفائدة القانونية فقط ولسنا مسؤولين عن استخدامك له ولا بأي حال من الأحوال. كما أن هذا النموذج لا يعتبر استشارة قانونية ولا بأي ظرف من الظروف.
بسم الله الرحمن الرحيم.
دعوى ضم صغير إلى والده لزواج الأم.
الموضوع:
لما كان المدعي زوجاً للمدعى عليها وعاشرها معاشرة الأزواج ورزقا بولدٍ سمياه: ……. وحصل بينهما طلاق بتاريخ …. بموجب صك الطلاق الصادر عن ….
حيث أن المحضون الآن بحضانة الأم وعلم المدعي بزواج الحاضن الحالي من زوج غير محرم للمحضون.
وقد سبق وأن طالبنا الأم بتسليم الولد لنا كون حق الحضانة سقط عنها ولكنها لم تفعل.
لذلك اطلب من عدالة المحكمة أن تحكم على المدعى عليها بأن تسلمنا الولد المسمى …. لنقوم بترتبيه والحفاظ عليه.
التوقيع.

وفي فتوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز عن الحضانة وتوضيح من الأحق بالحضانة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فالحضانة للأطفال الصغار من الذكور والإناث تدور في الأغلب على رعاية المصلحة للطفل سواء كانت المصلحة في جانب الأم أو في جانب الولي الذي هو من جهة الأب، والقاضي هو الذي ينظر في هذه المسائل ويقدر المصلحة للطفل، وهذه القضية التي ذكرتها -أيها السائل- وهي كون ابن عمك توفي وخلف ابنة، وهذه الابنة تزوجت أمها ورأى القاضي أن تكون مع أمها هذه من جملة مسائل الحضانة التي ينظر فيها القاضي ويراعي الأصلح، فإذا رأى القاضي أن الأصلح بقاؤها مع أمها المتزوجة فلا بأس ويقدم ذلك على ابن عمها، بل وعلى عمها، بل وعلى أبيها إذا رأى القاضي أن بقاءها مع أمها أصلح من تسليمها لأبيها لو كان موجوداً مطلقاً، مثل لو طلق أمها وكان موجوداً ورأى القاضي أن دفعها إلى أبيها لا يصلح؛ لفسقه وبدعته أو نحو ذلك، أو لأسباب أخرى، فهكذا من باب أولى إذا رأى ألا تسلم لعمها أو جدها أو ابن عمها، فبكل حال ينبغي لك يا أخي ألا تتأثر بهذا وأن تحسن الظن بما فعله القاضي، فهو إن شاء الله موفق؛ لأن وجودها عند أمها فيه مصالح كثيرة، ولاسيما إذا كان زوجها طيباً ولا يخشى منه عليها شر. نعم.

ومن أبرز الأحكام التي ترتبط بالحضانة، هي أحكام النفقة، للتعرف على أحكام النفقة انقر هنا

المصادر